الجمعة، 30 يوليو 2010

أحمد سيف حاشد.. برلماني نظيف.وموقف حُر وشجاع لم يُخيِّب أمَلا أو ثقة لناخِبه


(بعيدا عن المزايدة.. إلى النائب المحترم.. الإنسان والموقف الصديق أحمد سيف حاشد)
محيي الدين جرمة
النائب العزيز القاضي أحمد سيف حاشد موقف إنسان. برلماني يمثل سمة الاختلاف والتمرد السلمي في جنوحه وتميزه.كما عبر مواقفه كناشط وراصد انتهاكات ضد حالات كثيرة من المواطنين.

نائب فاعل وضمير حي داخل "البرلمان"لا يبع قضاياه وثقته أو يزكي بأصابعه الخمس في صالح تجار وسماسرة يثرون بفساد وحصانات وامتيازات ليست لهم.

أحمد كائن وديع ودمث الطبع.سلس للغاية وهادى في تعامله وإصغائه لمظالم الناس ومؤتلف مع كل البسطاء من أمثاله.
نائب برلماني ثقف إرادته على حرية أن يقول رأيا بشجاعة فيثبت من أجل تحقيقه أو حتى لإيصال رسائل بتعبيرات واقع مختلف لا يهادن الفاسدين.
نائب مثقف. لا ير عوي لصفة جهوية تفرض حال تمييز فوقي ضدا على المواطن. بقدر ما يدينها.
لا يسكت إذا ما نزل إلى ميدان وشهد وقائع ما إثر شكاوى مظالم بحق مواطنين.وأدل على ذلك مواقفه في غير مرة إلى جانب من تم تشريدهم من مواطني منقطة " الجعاشن"وغيرها.
أحمد صورة نادرة ونظيفة لنموذج قد لا يتوافر اليوم في"مجلس النواب" إلا قليلا. أو بضعة شخصيات.من تلك التي يكون وعيها هو الموقف الأخلاقي الذي ينتصر لفكرة الحق.وهو الموقف الذي يطبع شخصية صاحبه بروح من تسكنه الحرية ويحظى باحترام آخرين له بسبب من مواقفه غالبا لا بدافع المنفعة الصرفة.
وبعيدا عن تنميط – الديمقراطية- وفق تكييف سياسي شمولي رجعي.كثيرا ما يجد المرء أن من في سدة الحكم يزعم غالبا في عديد خطاباته مناهضته للسلالية والأسرية فيما هو يعمل طوال ليل اليمني المتواصل على توريث الوظيفة العامة لأفخاذ قبيلته وأصهاره.بدأ من المدير العام مرورا بالوكيل ورئيس مجلس الادارة ..الخ.؟!
أجد في النائب القاضي أحمد سيف ملامح من صفات ومواقف الناس الجميلين الذين يستفزون في جمود حياة اليمني روح الأسئلة.ومعنى الرفض السلمي عبر خياراته الحرة.
أحمد يستحق صفة نائب برلماني يؤسس لديمقراطية حقيقية لا ملامح لها تحت قبة جامع "برلمان" أصولي اجتمعت فيه سلفية ورجعية التأثير كحلف ضد الحياة ومستقبل المجتمع.إذ اليوم كلما تم ذكر" البرلمان:لدى جمع من المواطنين يغدو البرلمان إياه موضع سخرية وإسقاطات شتى منها ما يتوسل النكتة السياسية.ومنها ما يرثى افتقاد حال بوادر ديمقراطية في برلمان 1993م كانت بدأت تتعافى وكانت لها أعضاءها الذين يمثلون صوتها.
النائب أحمد لا يهتم لشأن يتعلق بالزهو أو التظاهر بالفوقية على المواطن البسيط.لأن ثقافة أحمد أصيلة ومبدأه ثابت بقدر تحوله.وقابلية رؤيته على التواكب.والجديد.لا يحب أيرغب في التواجد بمعية مرافقين.وسوى في استثناءات قد يستدعيها ربما عامل الاضطرار وبخاصة في واقع.لا يسلم فيه الإنسان السلمي والحر من الأذى.
أحمد يرفض أن يتزيأ بهيلمان زائف كوهم بعض تلك الشخصيات في مجلس بات مقياسا ومؤشرا عند الإحالة إلى رصد حجم ومدى تخلف قطاع واسع في المجتمع يصنعون بثقتهم مثل تلك النسخ الرديئة الطبعات لمن يفترض كونهم يمثلون رؤية ومستقبل شعب وبلد وتشريع حياة تتم عبرهم المصادقة على قوانينها وتحولاتها في سياق لا يقبل مزيد من البطء.
وأحمد نائب حر في مجلس جل أعضائه إما متواطأ مع حالة فساد قائم.أو مسير عبر أيلوجيا كتله الحزبي المتنافسة على حصصها في كعكة الشراكة والاقتصاد الهش. " الرجل المريض" كما يقال.
شخصيا أحيي بقلمي ورأيي جهود أحمد سيف حاشد النائب الفذ والمتلمس النادر في استشعاره لقضايا الناس من حوله من المواطنين والناخبين ممن منحوه ثقة يستحقها.
ولعل إصراره على تسجيل موقف ليس إلا دأبا جميلا منه ومثابرة وإرادة لا يهزمها خيار بعض المتسلقين ونجوم الفيد لوجيا.
وكان سبق له غير مرة أن ناور بالرأي واستخدام حقه بالرغم من تندر بعض الشخصيات – الرعوية- التي عادة ما يكون وجودها في مكان بعينه أو منصب مدعاة للضحك.أما أحمد ناشط فاعل ومدرسة مدنية بامتياز خياراته.
يتحرك ويحتج. ويرفض بالطبع أن يكون"إمعة "بحصانة تساق كنعجة بعصا آمرة لعدد من الأميين من مختلف الكتل التي بلا تأثير وسوى في شكل تواطؤ أغلب أعضائها ممن يغلبون ولاءات شخصية على حساب ثقة مجتمع ومواطنين ناخبين.ومستقبل بلد على أكف عفاريت و"شيوخ الجن".
الصديق النائب والإنسان المثابر وجد نفسه وحيدا خلال الأسابيع الفائتة.بعد أن تحدد موعدا وتم لإقرار الرضوخ لمطالبه في الاستجواب.
أحمد نجح في موقفه ومضامين فكرته وصابر متحدا بإرادته وموقفه ومتحديا وسط سخرية واستهزاء المَحسوبين على حلف الفساد.وفي ظل حكم جلادين واستخذاء الوعي العام ومثقفيه وقواه السياسية التي لا تأثير لها ولا رؤية كما يبدو من أجل الحرية والتحرر من استبداد الحاصل.
أحمد موقف يندر في زمن تشابهت فيه... في مجالس كثيرة لبلد كاليمن.وهو بلد غدا اللصوص فيه هم المكاسب المحروسة بالبنادق وعكفة نظام الفساد والفوضى المنظمة. 
الحكومة تدرك وتؤمن باستحالة تخليها عن تنمية الفساد فلا تؤمن بطلاق الفساد باعتبارها تمثل فقاسته الأولى.وكما يبدو أنها لا تشعر بجدوى أي معالجة البتة لمكافحته.لأن من الطبيعي أن ذلك سيضر بمصالحها.وهي لو فعلت ذلك تدرك – ربما- أنها بالطبع ستحاكي خروج السمك من الماء وما قد يستدعيه من مصير.
وبالتالي فإن مضي الحكم في لا مبالاته تجاه ملايين الناس من الفقراء في اليمن.لن يفوت عليه وله بالطبع استكباره في العمل بآلية اللامبالاة والاستمرار في نفس طريقة التفكير الغير مسئولة.بقدر اهتمام نظام الصالح بالفساد وشراء صواريخ ودبابات وبيادات وأسلحة يرى الحكم بأنه لن يتأتى أو يصلح حال وحلول لمشاكل اليمن المعقدة سوى بشراء المزيد منها.
الحقيقة أن ما يهمه هو الكرسي الدوار فحسب.ويبدو أنه لن يحل مشكلة الشعب الذي هو سببها بالطبع.لأن سياسة الترقيع لا تصنع حلولا لمشكلة بقدر ما تصنع المشكلة ذاتها.
الشعب اليمني استنفد كل طاقة له للصبر والمصابرة بعد ما آلت إليه ثرواته ودمه وماله وأرضه وعرضه وروحه وعظمه إلى عبث بها ونهب وتقتيل بلا حدود وخلال ما يقرب من ثلاثة عقود رئاسية لم تتزحزح قيد أنملة؟!
الشعب اليمني لم يجد خلال كل هذه المدة من مكافأة لصبره ووفائه سوى مزيد من الأساليب القمعية في قهر حياته وطموحاته والاستخفاف بوعيه ومقدراته وعدم تنميته على صعيد التنمية البشرية الشاملة.
الشعب اليمني سئم المزايدات والمرابطة في انتظار ما لا يجيء.أو بالتعويل على أمل قادم صار يتبدد في كل ثانية تمر من حياة مريرة يعيشها.ويبدو أن لا أملا يلوح في الأفق.سوى البنادق.والجبال المفخخة بالرجال.وزبانية الحروب الغير مسئولة.؟!
الشعب اليمني يدرك اليوم على الأرجح : أن لا أمل له سوى باستعادة إرادته المسلوبة. وحريته استبدلت أو تكاد بصك لعبودية ما تزال أمثلتها في واقع يمني بائس لا يقبل الدحض. 
الشعب/ الطيب / الصابر/ الأبي / العظيم/ المسكين بالطبع يدرك ربما أن لا أمل للخروج من مشاكله اليومية التي تحاصره في ظل ارتفاع سعار التجار وأسعار المواد والوقود وكل شيء.عدا ارتفاع أي قيمة له بالمواطنة تؤمن له حتى أدنى ضمانة لكرامة العيش.
مثلما يدرك الشعب أن غياب الأمل.نتيجة غياب الأخلاق في السياسة.ولعل القادم لن يأتي سوى بمزيد من كوارث سياسة بقصديات أكثر شراسة.وبالتالي لا يضمن أحد ربما أن "المستقبل الأفضل"قد يأتي أو يكون بمأمن حتى للأرصدة الخاصة بالذوات الكبيرة وأبناء الذوات من الفاسدين.ومن يدري قد يذهب الجميع هباء بسبب تألق أكثر من فاسد.
الشعب اليمني قد تذهب ما تبقى من فتات مصالحه هباء نتيجة حروب عبثية يديرها من لا يحتكمون سوى"للجنبية" من الرئيس إلى القبيلة وحتى – القاعدة – وحيث لا يؤمنون بدستور أو معنى لتنمية الدولة الوطنية أو أي حتراز جزائي بالقانون.وإذا - لا مستقبل في البلاد- طالما بقيت المراوحة في هندسة الحروب والأزمات الداخلية وسيناريوهاتها بصناعة وطنية على هذا النحو.- لا مستقبل في هذه البلاد - طالما بقي من يحكمون وبقيت مكابراتهم المعتادة تدفعهم باتجاه الاعتقاد أنهم بدون صناعة الأزمات.لن يستمروا في الحكم.لذلك فلا ضمان سيتوافر للحفاظ على مصالحهم الضيقة.
المصيبة الكبرى تتمثل في أن "عرَّابي" الأزمة السياسية في اليمن.وفي ظل غياب أي مؤشر متوازن لحوار وطني يعتقدون أنهم وبدون صناعة الحروب الداخلية بأشكالها وصورها المختلفة سيتلاشون أو تذهب ر يحهم .. وفي الوقت الذي غدا فيه كثير من الناس لا يصدقون سوى الكذب؟! فإن ذلك على ما يبدو وبخاصة في ظل عتمة الواقع اليمني بالسياسة قد يكون صحيحا بالطبع.. لكن: حد الجريمة ؟! 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق