الخميس، 26 أغسطس 2010

المناطقية التي ولَّدتها المناطقية

بقلم/ عبد الرزاق الجمل
الثلاثاء 24 أغسطس-آب 2010 01:06 ص
الكراهية التي ولدتها الكراهية. عنوان برنامج كان يُبث في الولايات المتحدة الأمريكية حين كانت عنصرية اللون في أوج قوتها، وكان "مالكوم إكس" يحرض السود على البيض من خلال هذه البرنامج أو يستفزهم إلى حريتهم. كان لهذا الرجل ولنضاله فضل كبير في اضمحلال العنصرية البيضاء، ولو بقيت المناهضة على طريقة "مارتن لوثر كنج" لبقيت العنصرية تمارس بتلك الطريقة.. الصميل خرج من الجنة حتى في أمريكا..
لم تكن العنصرية البيضاء لتتوقف ما لم تظهر عنصرية سوداء أكثر ضراوة، ولم تكن العنصرية البيضاء والسـوداء لتتوقفـا مـا لم تظـهر تلك النتـائج الكارثية والـمدمرة عـلى أرض الواقـع.. الأمريكي الأسود الذي لم يكن مسموحا له أن يحصل من التعليم على أكثر مما يعينه على فهم ما يريده منه السيد الأبيض، وصل اليوم إلى سدة الحكم.. أصبح الرجل الأول في هذا البلد، وأصبحت زوجته السوداء، التي "كأن رأسها زبيبة"، سيدة أمريكا الأولى..
لا يعني هذا أننا بحاجة إلى مناطقية مضادة وأكثر ضراوة، لكن على المناطقيين أن يفهموا بأن هذه هي النتيجة الحتمية لاستمرار وضع خاطئ كهذا. الشعور بالدونية لن يبقى شعورا إلى ما لا نهاية، والقهر لن يبقى حبيس النفوس.. فـلا أحـد راض عن هـذا الوضع، لكنهم مكرهـون عليـه، وحينما تأتي الفرصة، سيكون لهم رأي آخر، وإن كانتْ أن الفرص تُصنع ولا تأتي..
أشعـر بالخجل وأنا أتحـدث عن موضوع كـهذا، حتى لا أُتهم بالمناطقية، وفي نفس الوقت أتساءل : ألا يشعر من يمارسونها، بالخجل..؟!!.. خاضوا ستة حروب باسم الله، ضد عنصريين يحصرون الولاية العامة في "البطنين"، حد قولهم، لكنهم حصروا أو حشروا في "بطونهم" كل شيء، الإمامة والبلد من أقصاه إلى أدناه بكل ما فيه.. ومناطقيون فوق ذلك..
آلمني مقال كتبه النائب أحمد سيف حاشد بعنوان "كم أنا من تعز"، تطرق فيه لبعضٍ مما يحدث في البرلمان. لم تؤلمني تصرفات يحيى الراعي إزاء نواب اليمن الأسفل أو المناطق التي لا ظهر قبلي لها، فهذا أمر متوقع منه ومن غيره، على اعتبار أن هذه هي الثقافة السائدة في الأوساط الرسمية وفي غيرها، فلم تقدم حكومة الثورة شيئا يُذكر للقضاء على الثقافة المناطقية، بل عملت على تغذيتها، إن لم تكن هي من أوجدها أصلا.. ما آلمني بالفعل هو سكوت، بل تأقلم المعنيين بالأمر، مع هذه الظاهرة السيئة، حتى أصبح الحديث عن الممارسة المناطقية، نوع من المناطقية..
صحيح بأنه يحيى "الراعي" .. لكن النواب ليسوا "أغناما" حتى يأمر بسحبهم : اسحبوه.. اسحبوه على نخره.. خذوه فغلوه.. الخ ... مفردات السحب البرلمانية..
بعيدا عن البرلمان، أتساءل دوما : لو أن أصحاب "البسطات" و "الباعة المتجولون" من مناطق لها وزنها وثقلها القبلي.. هل ستتعامل معهم أطقم البلدية بتلك الطريقة..؟!!.. أتساءل أيضا : أين سلطان السامعي..؟!!..
-------------------
المصدر: المناطقية التي ولَّدتها المناطقية/ مارب برس
-------------------
التعليقات
1) العنوان: عين العقل
الاسم: متابع
أحسنت أيها الكاتب الكريم فقد وضعت يدك على الجرح، ولطالما حذر العقلاء من العواقب الوخيمة للمناطقية حيث يصبح الصوت المسموع هو صوت القوة والتطرف، ويغيب أو يُغيب صوت العقل والاعتدال. ولكن "لقد أسمعت لوناديت حيا# ولكن لا حياة لمن تنادي# ولو نارا نفخت بها أضاءت# ولكن أنت تنفخ في رمادي". تحية إجلال وتقدير لقلمك الحر والمنصف.
الثلاثاء 24/أغسطس-آب/2010 01:15 مساءً
--- --- --- --- --- ---
2) الاسم: محمد
حرام عليكم يكفي صب زيت على النار فالذي سيكتوي بها هو ولدي وولدك وهم كلهم يمنين ومسلمينوكلنا اخوه فارجوا من اصحاب النفوس المريضة تتوقف عن احياء المناطقية والطائفيه ونشوف الناس والعالم اصبخوا فين واحنا عاد احنا فين
الثلاثاء 24/أغسطس-آب/2010 04:45 مساءً
--- --- --- --- --- ---
3) العنوان: لبس وخلط
الاسم: عكفي
الكاتب تطرق لموضوع جيد يجب ان يطرح بدون احكام مسبقة والبحث عن اسبابة وضواهره واسلوب الحل.
واعتقد ان الكاتب قد التبس واختلط عليه الآمر في الفقرة الرابعة (خاضوا ستة حروب باسم الله, ضد عنصريين ...)على الكاتب ان يفهمنا ماذا يقصد بالفقرة الرابعة ومن هم اطراف الصراع الذي يقصد فمن هم الذين حاربوا باسم الله 6حروب ومن هم العنصريين اصحاب البطنين.
ومنتضر الر د
الثلاثاء 24/أغسطس-آب/2010 05:35 مساءً
--- --- --- --- --- ---
4) الاسم: عمر البيضاني
والله حرام والف حرم التعامل المناطقي والتعالي على الناس .. كل الناس سواسية وكل الناس فيها عيوب فلا يعير قوم بعيبهم ونحن اهل دين ووطن وملة واحدة.. لكن اين العقلاء الذين يفهمون وان وجدوا فهم قله قله ..
الثلاثاء 24/أغسطس-آب/2010 10:44 مساءً
--- --- --- --- --- ---
5) العنوان: لن نظل عبيد
الاسم: ابو مختار الردفاني
الى متى السكوت والخوف
وإن الساكت عن الباطل شيطان أخرس..
أنا أقترح على النائب الشجاع أحمد سيف حاشد أن لاييائس ويمد يده للمناضل الشجاع سلطان السامعي للعمل معاً الى جانب كل الشرفاء والأحرار في إحداث زلزال حقيقي للنظام في الهضبه الوسطى.
من خلال تضامنكم مع أهلكم في الجنوب والأستفاده من تجربة حراكه السلمي..عليكم أنتزاع الخوف من قلوب الناس ودفعهم للتضحيه والعطاء في سبيل الحريه والكرامة المسلوبه في هذه المناطق.
أرجو أن لايوقعوا في فخ النظام في تشويه الحراك الجنوبي بأسم الوحده
الأربعاء 25/أغسطس-آب/2010 01:24 مساءً
--- --- --- --- --- ---
6) الاسم: حسين
يا اخ الكاتب ما لنا الا البدروم نحن معشر اليمنيين وشكرا على المقال الرائع ..شكرا لك ايتها الانامل الماسيه ...اخرطي
الأربعاء 25/أغسطس-آب/2010 11:23 مساءً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق