الخميس، 12 أغسطس 2010

النائب حاشد.. يموت وحده

حميـــــد عقبـــي
النائب/ أحمد سيف حاشد قرر بشجاعة الإضراب عن الطعام والاعتصام داخل قبة البرلمان اليمني للإعتراض على مصادرة حقه كبرلماني و تنفيذ مطالبه في زيارة بعض سجون الأمن السياسي
وليس لتحرير المساجين وهي مطالب غير تعجيزية ومع ذلك تم رفضها و سخر منه زملاؤه فمنهم من اتهمه بالبحث عن الشهرة ومنهم من اتهمه بالجنون وهذا يدل ان اعضاء البرلمان اليمني لا يعترفون بحقوقهم ولا يعترضون على طريقة سير الجلسات والتي عبر احدهم انها تدار براس شيخ قبيلة وليس برلماني يفهم القانون ويقدسه، وهي مصيبة وكارثة كبرى.
خيبة امل اصابت البرلماني الشجاع حاشد الذي يصر على الاستمرار في الإضراب حتى يتم تلبية مطالبة او الموت وكنا قد نقلنا بعض ما وصلنا باللغة الانجليزية من معلومات الى عدة مؤسسات دولية مثل “ صحفيون بلا حدود” وتلقيت فورا رداً من المسؤولة عن الشرق الأوسط وطلبت مني معلومات اكثر إن امكن وطرق للاتصال بالنائب حاشد وفعلا أعطيتها رقم تلفونه لكن تلفون حاشد لا يرد رغم محاولتنا الاتصال به وفعلت هذه الخطوة باعتبار القاضي حاشد صديق عزيز وقف معي في محنتي خلال وجودي بصنعاء في نهاية اغسطس 2007 بعد ان اختلفت مع وزير الثقافة يومها ورفض ضيافتي رغم انه دعاني من باريس للحضور ومناقشة مشروع مهرجان صنعاء السينمائي وبعد اتصالي بحاشد طلب مني ان احجز في اي فندق بصنعاء وللمدة التي اريدها وانه سيتكفل بالفاتورة و فعلا فعل ذلك وكذا يقف معي الان في محنتي وقد اتصل بعائلتي عدة مرات وهو موقف شجاع وانساني يدل على فهم الرجل وصدقه كإعلامي وحقوقي وبرلماني.
نشعر بالقلق على صحة حاشد ونعلم ان ماكينة الفساد قد دكت الحصن البرلماني الذي اصبح مجرد وسيلة لتمرير الاتفاقيات والقوانين التي تخدم الحاكم لا المحكوم و تدافع عن الفساد وسرقة و نهب المال العام و للاسف لم يهتم الإعلام المستقل كثيرا بالقضية وما ينشر من معلومات مجرد اخبار بسيطة لا ترتقي بالحدث وهذا ايضا يدل على وجود خلل كبير في الاعلام المستقل و ربما هو غير مستقل اي ان اغلب المواقع والصحف المستقلة هي غير مستقلة و ربما بعضها او اغلبها يتبع لجهات سلطوية والبعض الاخر يخاف من الامن السياسي او المؤسسات التي لا تحب حاشد و تتمنى موته كون صحيفة المستقلة التي يملكها حاشد ليس مرحب بها كونها تعكس هموم الناس البسطاء وتحاورهم وتعيش معهم.
كنا قبل يومين فقط قد قمنا بالاعلان عن تاسيس “منظمة لنعيش أحرارا “ للدفاع عن حرية الرأي والتعبير باليمن ومساندة الزملاء الذين يتعرضون لفتاوي تكفيرية أو الاعتداء والظلم من مؤسسات السلطة أو المؤسسات المتشددة و نحن نتضامن مع القاضي والنائب البرلماني الحر احمد سيف حاشد ونسعى للتواصل معه ولكن للأسف تلفونه لا يرد ونوجه اليه رسالة عبر هذا المنبر لنقول له نحن معك ونتمنى ان تستمر في نضالك ونسال الله ان يكون معك فانت الامل والرقم واحد من بين ثلاثمائة عضو برلماني وواحد اغلبهم تجاراً ومشائخ ومخبريين او دعاة تكفير .
قصة حاشد واضرابة عن الطعام لخصتها سيدة فرنسية من “ منظمة صحفيون بلا حدود” فقالت “ هذا يدل ان اليمن لا توجد فيه حرية الراي و التعبير وان كرامة الانسان من السهل ان تداس”
اليمن يعيش في حالة خاصة خارج مهم جدا فالرجل يحاول ان يشعل لنا شمعة فعلينا ان نلتف جميعا حولها لنشعر بقليل من الدفاء والضوء ونستنشق عبق وعطر الحرية هي فرصة كبيرة لذا يجب ان تبادر من تسمى بمؤسسات المجتمع المدني باتخاذ موقف جاد وعملي للتضامن مع حاشد والوقوف ضد الظلم والطغيان الذي يكاد يدمر الامل والحياة..الزمان والمكان ولابد من تضحيات لاعادته الى قطار الحضارة الانسانية وهذا يحتاج منا الى تضحيات وشجاعة وموقف رجولي ووطني والوقوف مع حاشد
المصدر : التغيير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق