الأربعاء، 18 أبريل 2012

:: المظلي المساعد/ عبده العرومة وأحد جنود الحراسة الخاصة لقائد المظلات :


العرومة: قوات المظلات استعدت للانتقام من قتلة الحمدي وعبد العالم تراجع في اللحظات الأخيرة وقبائل سنحان أفشلت الانقلاب



عبده عرومة المنصوب أحد أبطال قوات المظلات التي كان قائدها الرائد عبد الله عبد العالم ومشاركاته في القفز المظلي الرسمي والتدريبية ما لا يقل عن (40) قفزة وشارك في جبهات قتالية عديدة دفاعاً عن الجمهورية والتزاماً بواجبه الوطني الذي أملته عليه روحه التواقه للعدالة والمواطنة المتساوية، كما هو حال الكثيرين من أمثاله.. كان ضمن أفراد وضباط قوات المظلات الذين فروا إلى عدن بمعية عضو مجلس القيادة و قائد قوات المظلات عبد الله عبد العالم بعد أحداث التربة تعز مع الانقلابيين والمتآمرين على الرئيس الحمدي.. وفي هذا الحوار يكشف عن تفاصيل مهمة من مرحلة السبعينات خلال عهد الحمدي وما بعده..

حاوره/ إبراهيم السروري
 بطاقة تعريفية..؟!
- عبده عرومة عبد الرحمن المنصوب من مواليد وصاب العالي.. ذمار العمر (55) عاماً، متزوج وأب لسبعة أولاد، (ستة ذكور وبنت) التحقت في قوات المظلات عام 1970م، كانت وظيفتي مساعداً في قوات المظلات وحالياً منقطع عن الخدمة العسكرية منذ العام 1978م لظروف سياسية، وليس لدي عمل أو وظيفة ولم يتم ترتيب وضعي أسوة ببعض الزملاء المنقطعين عن الخدمة العسكرية الذين تم تسوية أوضاعهم وإعادة الاعتبار لهم.

 من هم زملاؤك في قوات المظلات الذين مازلت تتذكرهم؟!

- أتذكر من زملائي الضباط الإخوة : الملازم محمد علي سلام وعبد الله محمد سيف وسعيد عبد الحميد والسوجري والظاهري وعبد الحافظ وعبد العزيز الشهاري وآخرين، وأتذكر من زملائي الأفراد في الدفعة (21) مظلات (قفز) الإخوة محمد محسن، غالب عبد الله سعد، الشغدري، حميد عبده راجح، صالح هارب، عبده محي الدين، عبد الكريم الثلاثي، علي محمد الذيب البهاء، أحمد راشد الحاج، الشهيد علي أحمد ناصر الوجرة، سعيد محمد ناصر عفشل وعبد الله محمد ناصر وآخرين والقائمة طويلة ولكن هؤلاء هم الذين مازلت أتذكرهم وأتذكر أسماءهم.

 ماهي العروض التي كنتم تقومون بها في قوات المظلات في ذلك الزمن؟!

قفز مظلي وتكريم رئاسي
- ذات مرة كنا في المعسكر وانطلقنا إلى المطار وعددنا لا يقل عن 120 جندياً (مظلات) وصعدنا الطائرة سي 130 (سعودية) ونوع المظلات التي قفزنا بها أو استخدمناها نوع ألماني.. وكان مسئولي القفز الأخ عبد الله علي الأسود والأخ الغلابي ومحمد علي سلام وصعدت الطائرة من المطار الجنوبي متجهة نحو المطار الشمالي حيث منصة الحفل التي يتواجد فيها الرئيس والضيوف وقفزنا أمام المنصة جميعنا وأحد زملائنا توفق في القفزة وكان نزوله المظلي أمام منصة الاحتفال وحينها استقبله القائد عبد الله عبد العالم واصطحبه إلى الرئيس الحمدي الذي أهداه ساعته الشخصية وهي ساعة لوركس كما أن أحد القافزين المظليين وهو عبد الرحيم قفز من الطائرة الانتيفا اللوشن بمظلة روسية فارتفعت عن جاذبية الأرض وقفز من ارتفاع عال جداً وأخذته الرياح إلى الحيمة الخارجية وأعادوه من الحيمة الخارجية بعد نزوله من المظلة وأدخلوه المستشفى العسكري للكشف عليه ولم يحدث له شيئاً وتم تكريمه بترقيته ومنحه مكافأة مالية ومسدساً بتوجيه من الرئيس الحمدي وكرمه شخصياً القائد عبد الله عبد العالم في المعسكر أما زميلنا المظلي أحمد الصبري كان نزوله المظلي صعباً وأصيب في عموده الفقري وتم إسعافه إلى المستشفى.

 بحكم وجودك بالقرب من عبد الله عبد العالم .. كيف كان حاله بعد اغتيال الحمدي؟؟!

- كان مغلوباً وحزيناً.. وكان يشعرنا بأن الرئيس الحمدي هو القائد الوفي لشعبه وهذا ما  وجدناه في الحمدي.. وكان يريد القيام بانقلاب أو انتقام للرئيس الحمدي وأخيه عبد الله وأتفق مع قائد اللواء الخامس مشاه مجاهد القهالي للقيام بانقلاب أو بعملية عسكرية للانتقام من المتآمرين على الحمدي وأخيه ثم تراجع عبد الله عبد العالم بينما المتآمرون تفاوضوا مع مجاهد القهالي وأعطوه حق اللجوء السياسي إلى ليبيا.

قبائل سنحان تفشل المحاولة
كانت المظلات والعمالقة قوتان جبارتان لكنهما لم يقوما بأي ردة فعل تجاه حادثة اغتيال الحمدي فما سبب ذلك؟!

- تعرف أن الأخ علي الحبيشي قائد اللواء الأول عمالقة تحرك بقوة عسكرية من ذمار على بلاد الروس في سنحان وبعد ذلك واجهوا مجموعة عسكرية من القبائل وبعض أفراد الجيش. وأحبطت محاولة الانقلاب وهرب بعدها إلى عدن وتم القبض على الأخ محمد صالح الشريف أحد القادة العسكريين وأدخلوه السجن.

 ماذا تتذكر عن يوم اغتيال الرئيس الحمدي وأخيه عبد الله ؟! وأين كنت حينها؟!

- يوم اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي كنت في معسكر قوات المظلات المجاور لمصنع الغزل والنسيج وفي نفس اليوم حدثت حالة طوارئ داخل المعسكر واليمن كلها في حالة طوارئ وبقينا كذلك عدة أيام حتى جاء القائد عبد الله عبد العالم إلى المعسكر برفقة النقيب محمد عثمان وألقوا علينا محاضرة عن اغتيال الرئيس الحمدي وأخيه عبد الله وقالوا لنا أن الرئيس إبراهيم الحمدي وأخاه المقدم عبد الله الحمدي قُتلا على أياد آثمة ولم يذكروا لنا أي تفاصيل وأحداث أخرى عن عملية القتل وكيف تمت.. ونبهونا إلى ضرورة الاستعداد والحذر.. وقد طلب الرائد عبد الله عبد العالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات من قائد الكتيبة الأولى النقيب عمر عبد الكريم حراسة خاصة وتم اختياري أنا والأخ عبد الكريم الثلاثي وسعيد محمد ناصر والرباط وعبد الحليم وآخرين.. وثم تزويدنا بأسلحة شخصية وطقومات (دوريات عسكرية) وبقينا مع الرائد عبد الله عبد العالم حراسة معه وعلى منزله الكائن بجوار مصنع العزل والنسيج واستمرينا في حراسته ومرافقين له لمدة ما بين أسبوع إلى أسبوعين ثم أعادونا إلى المعسكر وتم إعداد وتجهيز بوابير وناقلات عسكرية في المعسكر لنقل اثنين من الألوية العسكرية إلى التربة (تعز).

هل كان الرئيس الحمدي يزوركم معسكركم!

- نعم كان يزورنا باستمرار.. ومعه حراسة شخصية من ستة إلى عشرة جنود.

 هل قابلت الرئيس الحمدي شخصياً؟!

- كان بإمكان أي مواطن بسيط أن يلتقي به ويطلب اللقاء به وكان الرئيس الحمدي لا يتردد في مقابلة أي شخص له.

 متى التقيت به أول مرة؟!

- أول مرة التقيت به في المعسكر أثناء تدريبنا في المظلات.. ولم يكن لقاء شخصياً.
ولم التق به شخصياً إلا في المطار وذلك في حفل 26 سبتمبر وكان ضمن برنامج تخرج الدفعة 21مظلات قفز.

هل التقيت بالمقدم عبد الله الحمدي؟!

- كان لقاؤنا به من خلال الزيارات العامة أو الاحتفالات ولم ألتق به شخصياً..

ماذا عن الأجواء العامة في العاصمة يوم اغتيال الحمدي وأخيه؟!

- نحن في المعسكر أصابنا الحزن الذي أصاب الشعب والوطن أما العاصمة كانت أشد حزناً وكآبة وخوفاً.

أين كان عبد الله عبد العالم أثناء تشييع جنازة الحمدي!

- شارك معهم في تشييع الجنازة مع مجموعة من القادة والجنود وحراسته وكانت مجموعة كبيرة من المظليين برفقة الرائد عبد الله عبد العالم.
الحجرية تحت النار

 هل كنت ضمن الجنود الذين رافقوا عبد الله عبد العالم أثناء مغادرته صنعاء متوجهاً نحو الحجرية!

- نزلنا معه إلى القرية واستقبلنا عدد كبير من المشائخ ومكثنا في التربة حوالي شهر وفي يوم الجمعة ما زلت أذكر الأحداث ولم أذكر التاريخ تفاجأنا بقصف الطيران الحربي لنا ونحن في نقطة النشمة أنا والأخ عبد الكريم الثلاثي والأخ سعيد محمد ناصر والأخ رباط مسئول النقطة ولم نشعر إلا بالقصف الجوي والبري من قبل دبابات عسكرية جاءت عن طريق تعز متجهة نحونا إلى التربة وأيضاً تفاجأنا بقصف مدفعي 120 من قلعة القاهرة.. وحدث قصف مكثف على منزل عبد الله عبد العالم وذلك في تمام الساعة التاسعة صباحاً من يوم الجمعة وتم الضرب والقصف بشكل مستمر حتى الساعة الثامنة ليلاً..

ماذا أبلغكم عبد الله عبد العالم حينها وكيف تصرفتم؟!

- قام بإبلاغ الضباط المسئولين عنا والذين أبلغونا بالانسحاب التكتيكي والدفاع عن النفس واستشهد من زملائنا حينها الأخ عبد الحليم نتيجة القصف الجوي في رأس جبل منيف.. وبعد ذلك التقينا مع القائد عبد الله عبد العالم في رأس جبل منيف وكان عددنا حوالي من 400 إلى 500 بين جندي وضابط.

 ماذا كان في حوزتكم من أسلحة؟!

- كان معنا أسلحتنا الشخصية فقط وأسلحة خفيفة.

 ماذا حدث بعد ذلك؟!
- عندما وصلنا إلى رأس جبل منيف في الساعة الرابعة عصراً كان مع الأخ عبد الله عبد العالم ما يقارب 10 شنط ملابس تم توزيعها علينا وبقينا في رأس الجبل حتى الساعة الثامنة مساءً والقصف مستمر وانسحبنا من الجبل باتجاه الزريقة جنوباً في طريقنا إلى الجنوب..

 هل كان مع الرائد عبد الله عبد العالم أجهزة لا سلكية؟!

- نعم كان يوجد أجهزة لا سلكية..
 هل كان يتواصل مع آخرين؟!
- لا أعلم.. بعض الزملاء قالوا أنه كان هناك تواصل بين عبد الله عبد العالم والرئيس سالم ربيع علي..

تمنينا لقمة خبز

 حدثنا عن انتقالكم من الشمال إلى الجنوب ؟!

- سافرنا مشياً على الأقدام وتمنينا الحصول على لقمة خبز واحدة.. مقابل سلاح أو ذخيرة.

 كم كانت مدة سفركم إلى الجنوب؟!

- في ليلة الجمعة خرجنا من جبل منيف ومررنا بزريقة الشام حتى وصلنا منطقة الراحة في لحج حوالي الساعة الرابعة عصراً من يوم السبت.

 من الذي استقبلكم؟!

- استقبلنا علي عنتر وعلي ناصر محمد وآخرين لم نعرف أسماءهم وأقمنا عندهم يومين وأعطونا طعاماً ومواداً غذائية في منطقة الراحة ثم نقلونا إلى اللواء الخامس مظلات في لحج وتحديداً في معسكر عباس.. ومازلت أحمل البطاقة الخاصة بمعسكر لحج الصادرة بتاريخ 11/6/1978م رقيب أول برقم متسلسل (39639) ورقم (59143).

 هل هرب بعض زملائكم أو طلبوا حق المواطنة ولم يلتحقوا بالجيش الجنوبي؟!

- التحقنا جميعنا بالجيش الجنوبي وبقينا مدة سنة في المعسكر..

 أين ذهب عبد الله عبد العالم؟! وهل كان يزوركم في المعسكر؟

- ذهب مع القيادات الجنوبية وسكن في بستان السلطان الكمسري في لحج بعض الوقت ولا نعلم عن تحركاته شيئاً بصفته قائداً ونحن أفراد (جنود) وكان يزورنا أحياناً.. وكان يعطينا محاضرات وتوجيهات لشد الروح المعنوية لدينا لإننا فارقنا أهلنا وخسرنا أشياء كثيرة ومحاضراته كانت تخفف عنا بعض الأحزان والآلام.
 ماذا حصل لكم بعدها؟!

- خرجنا مع الأخ عبد الرقيب صهر عبد الله عبد العالم إلى منطقة الراحة وبقينا هناك وذلك بعلم ومعرفة القيادات الجنوبية وبقينا في الراحة مدة أسبوعين بهدف تحركنا وعودتنا إلى الشمال وبالفعل انطلقنا عائدين إلى بيوتنا.
 كم كان عددكم؟!
- عددنا كان (12) شخصاً وهم أنا وعبدالكريم الثلاثي وناصر الجرادي وعبدالله صالح وحسين محمد السكروب وحميد عبده راجح وسعيد محمد ناصر وعلي محمد الجماعي ولم أعد أتذكر بقية الزملاء.
18 يوماً سيراً على الأقدام

 كم استغرقت مدة سفركم أو عودتكم إلى الشمال؟!
- كانت مدة سفرنا حوالي 18 يوماً كنا نختفي في النهار ونواصل سيرنا ليلاً.

 هل كانت القيادة الشمالية على علم بعودتكم؟!
- لا.. لم يكونوا على علم بعودتنا.

 هل أعترضكم أحد في طريقكم وهل كنتم مسلحين؟!
- نعم كنا مسلحين بأسلحتنا الشخصية والمفاجأة التي حدثت لنا كانت بعد خروجنا من الأراضي الجنوبية إلى الأراضي الشمالية وتحديداً في منطقة الدشرة تحت أو بالقرب من جبل حبشي وكنا كلنا جائعين وعاطشين وكان الوقت بعد صلاة العشاء تقريباً رأينا أحد البيوت فيها ضوء فذهب بعض زملائنا ليطلبوا لنا زاداً وماء ووجدوا امرأة عجوزة في تلك البيت وطلبوا منها زاداً وماء فقالت لهم: هل أنتم من أصحاب علي عنتر أو من أصحاب علي عبد الله صالح؟!
أجابوا: نحن من أصحاب علي عبد الله صالح.
فسألتهم: عمَّ تبحثون؟!
أجابوا: خرجنا نبحث ونسأل بعد ناس  قتلوا ضابطاً وهربوا وسيارتنا تعطلت وتوقفت وما استطعنا أن نرجع إلى تعز والآن نحن جائعون نريد زاداً وماء.. فأعطتهم الزاد والماء وتمكنوا بهذه الحيلة من سد رمق جوعنا وإرواء عطشنا في تلك الليلة..
وفي اليوم التالي ذهب زميلنا الرفيق حميد عبده راجح إلى قرية مجاورة ليبحث لنا عن زاد وماء وترك سلاحه معنا لكي لا يشك به أحد ودخل القرية على أساس أنه صاحب وراعي إبل يبحث عن جمل ضاع منه.. ولكن أصحاب القرية شكوا فيه وقالوا له أنت سارق، فتركهم وهرب حتى وصل إلينا وبعد لحظات قليلة قام أهل القرية والقبائل المحيطة بإطلاق الرصاص علينا من كل اتجاه ونحن بادلناهم إطلاق الرصاص ثم توقف إطلاق النار من قبلهم فأشرنا لهم من رأس الجبل نريد أن نتفاوض ونتحاور معهم ونزلنا إلى عندهم وكنا مستعدين لأي حركة غادرة من قبلهم وأوضحنا لهم إننا من أصحاب علي عبد الله صالح خرجنا نتابع ناساً قتلوا ضابطاً من زملائنا وهربوا ونحن مكلفون بمتابعتهم والقبض عليهم وصدقوا كلامنا الذي كان حيلة للخروج من بين قبضتهم وكنا لا نريد مواجهتهم.

 ماذا حدث بعد تفاوضكم وحواركم مع أهل القرية؟!

- اقتنعوا بكلامنا أعطونا زاد وماء وسجارة ثم توجهنا نحو قرانا في وصاب العالي وفي القفز..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق