قضية الأخ أحمد سيف حاشد مع رئاسة البرلمان طالت فصولها، وقد سبقتها قضايا أخرى كان فيها النائب أحمد ضحية عدوان تدرج من التهديد إلى محاولة القتل. وها هي قضيته مع رئاسة البرلمان تدخل فصلاً جديداً.
لماذا هذا العدوان المستمر عليه ولمدة طويلة رغم الحصانة التي يتمتع بها كعضو برلماني؟، ولماذا تلاحق كل أنشطته ولا ينجو منها حتى أبسط الممارسات التي يحق له أن يقوم بها وفقاً لحقوق المواطن والنائب..؟
ٍلقد وصل بقضيته إلى اتحاد البرلمان الدولي ووقفت هذه الهيئة إلى جانبه، ولكن الممارسات السلطانية للدولة المالكة حالت بين هذا البرلمان والوصول إلى اليمن السعيد للاطلاع على القضية.
لماذا كل هذا التجبر من قبل رئاسة البرلمان في قضية تبدو عدالتها واضحة وجلية؟
إن الاضطهاد المصلت على حقوق المواطن والنائب أحمد سيف حاشد، مركب، ولا تتضح أبعادها إلا بعد وضعها في إطارها التاريخي والاجتماعي. نحن في مجتمع لا توجد فيه فكرة المواطن إلا للتوظيف الإعلامي، فالفرد سواءً أكان في البرلمان أو عضواً في حزب أو جماعة أهلية لا يتحدد مكانه ومن ثم حقوقه واحترامه انطلاقاً من مبدأ المواطنة (ولا أقول المتساوية) لأن فكرة المواطنة تنطوي أول ما تنطوي على فكرة المساواة، لأنها حلت محل مبادئ التراتب الاجتماعي التي كانت سائدة في المجتمع الفرنسي، حيث لا يتمتع الناس بالمساواة باعتبارهم فرنسيين، بل كانوا ينالون الحقوق بحكم الانتماء إلى هذه الفئة أو الطبقة، ولذا حلت فكرة المواطنة محل الانتماء إلى جماعة أو طبقة، فأصبح كل فرنسي مواطناً، هذا التطور رغم صوريته في مجتمع طبقي إلا أنه كان تقدماً حاسماً في إطار الجماعة والأمة، ولذا كان الكاتب الأمريكي الشهير في ذلك الزمان يصف نفسه بأنه المواطن توم بين.
إن كل المجتمعات السابقة على الرأسمالية تعاني من هذه الفجوة القائمة بين فكرة المواطنة التي تعلنها النصوص في الدستور والقوانين والحقوق الفعلية الممارسة في واقع العلاقات بين الناس.
إن أحمد سيف حاشد حالة أنموذجية في هذه البلاد لهذه الفجوة. إنه يدافع عن حقوقه كمواطن وعلينا جميعاً أن نقف معه، لأن قضيته عامة وليست شخصية أو حالة فردية، وهي تجعلنا أكثر إدراكاً ووعياً لقضية الجنوبيين الذين يدافعون عن الحقوق الأساسية والأولية للإنسان المواطن ويستشهدون أفراداً وجماعات في سبيلها، ورغم اختلاف السياق والأدوار بين النائب وشهداء الجنوب وأبطاله فالقضية في الجوهر والأساس واحدة، فإذا لم تكن المواطنة بداية فكرة المساواة فهي ليست مواطنة، فالمواطنة كلمة “لها رنين الكبرياء”.
نقلاً عن صحيفة الثوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق