السبت، 7 أغسطس 2010

أنـــا مجاهــد

ليس هذا اسمي الجديد بالطبع، فما زلت متمسكاً بالسابق رغم بدائيته. أنا مجاهد لأني سأذهب غداً إلى البنك اليمني للإنشاء وأتبرع بريال يمني فقط لحساب "أسطول الحرية" الذي سيبحر من صنعاء شرقاً باتجاه غزة.
بعد قراءتي لفتوى علماء اليمن والتي قالت: "كل من يتبرع بريال لأسطول الحرية فهو مجاهد"، زاد الطمع لديّ وقرّرت أن أكون عشرة مجاهدين، أن أنافس رصيد خالد وعمر وعلي وأحمد ياسين وحسن نصر الله ومحمد الحزمي، أن أنسف رصيد كل زملائي المجاهدين بعشرة ريالات. زادت أطماعي وقلت: بزلطي أستطيع أن أجاهد لكل أحبائي الذين رحلوا ولم يحظوا بفرصة ذهبية كهذه، سأكون مثل الذي يحج لنفسه ولأمه وأبيه دفعة واحدة، ولكن بمجهود أقل، مجاهد بأقلّ من سعر بيضة.
لحظة قراءتي خبر تدشين رشاد العليمي/ نائب رئيس الحكومة للدفاع والأمن، لحملة تبرعات الأسطول اليمني، شعرت برغبة قوية في إطلاق ضحكة تضاهي الأسطول ذاته، وبنفس واحد، وتأكدت من مقولة: "ما يقيد الله الا وحوش". كنت أظن أن الخبر مجرد دعابة ليس إلاّ، فمن نحن حتى "نقامر" تركيا ونجهز حتى "قارب حرية" لإخواننا المحاصرين في غزة. المبلغ أو "المرق" الذي تقول الهيئة أنه سيصل إلى عشرة مليارات ريال نحن أولى به.
إخواننا في حضرموت محاصرون في ظلام دامس وصيف لاهب يشوي الأرواح، وهم أولى بأن نفك حصارهم ونشتري لهم مولدات قبل أن تعود محطة الريان. أشقاؤنا في الضالع يعيشون في حصار عسكري واقتصادي ونفسي، من يشاهده يظن أن هذه المدينة الصغيرة كانت تنوي تخصيب اليورانيوم فعوقبت بهذا الشكل، فلماذا لا نفك حصارها؟
نحتاج أسطول حرية لعدن ولحج وصعدة وتعز.
نحتاج "دبة حرية" لتحرير المسارح ودور السينما والمنتديات والصحف من الحصار الغاشم الذي يجثم على أنفاسها وسط صمت دولي.
نحتاج لأسطول يحرر عبيد حجة والحديدة وعمران من سطوة المشائخ الذين أحضرتهم لنا دولة الوحدة، فمن أبرز محاسن "الحزب" أنه لم يخلق أشياء كهذه، بل جعل من المهمش "رفيقاً".
نحتاج أسطولاً لفكّ الحصار عن أحمد سيف حاشد ووجدي الأهدل ووائل القباطي، وأسطولاً لحصار كل الفاسدين في دولة النظام والقانون. نحتاج لأسطول لا يعود منه محمد الحزمي مرتدياً بذلة رسمية ويستقبله رئيس الجمهورية في منتصف الليل وكأنه عبدالرحمن الغافقي.

alkamaliz@hotmail.com

الجمعة , 16 يوليو 2010 م

--------------

رابط المصدر: أنا مجاهد/ المصدر اونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق