في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ مجلس النواب اليمني..اضرب احمد سيف حاشد عضو مجلس النواب، رئيس منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات، عن الطعام داخل مجلس النواب وكان ذلك صباح يوم الثلاثاء 12/4/2010 حتى صباح الاربعاء 13/4/2010م. احتجاجا على مصادرة حقوقة وواجباتة البرلمانية من قبل هيئة رئاسية مجلس النواب وبعد هذ الاضراب كان للامناء حوار معة عن اسباب الاضراب ومصادرة حقوقة وقضاياء اخرى وهاكم الحصيلة
حـــاورة/ عدنــان الجعفري
ما دفعني هو محاولة كشف زيف الديمقراطية في اليمن .. الديمقراطية في اليمن في الواقع صارت اليوم كذبة كبيرة لم يعد الوطن باتساعه يتسع لها ..
ما دفعني للاضراب والاعتصام هو محاولة انتزاع حقي في استجواب الوزراء وحقي في الدفاع عن الحقوق والحريات التي تقمع وتصادر بشكل يومي ..
ما دفعني للاضراب والاعتصام هو محاولة انتزاع حقي في زيارة السجون ولا سيما سجن الأمن السياسي في صنعاء ورفع الظلم الذي يثقل كاهل بعض السجناء حيث مر على البعض منهم في غياهبه فترة تزيد على الخمس سنوات دون إحالة للقضاء أو حتى توجيه تهمة..
ما دفعني للاعتصام هو أن ابلغ صوتي ووجعي إلى أكبر عدد من الناس ..
* نسمع عن تشكيل لجان ميدانية في مجلس النواب لتقصي الحقائق ونسمع عن لجان دائمة أخرى فلماذا لا نجد اسمك فيها؟
أنا عضو في لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس وهذه اللجنة معطل عملها من عدة سنوات ولها أكثر من عام لم تجتمع حتى اجتماع واحد .. أما اللجان الميدانية الأخرى التي يتم تشكيلها لتقصي الحقائق فلم يتم أشراكي في أي لجنة .. ويحرص رئيس المجلس أن لا أكون في أي واحدة منها ربما لأنني غير معتاد على الصمت والسكوت عندما أرى باطلا يبتلع وطن.. ربما لأني سأكشف ما لا يحبون كشفه .. ربما لأن خطابي لا يعترف بالسقوف النحاسية التي أعتاد عليها المجلس ..
* لماذا دائما تهاجم الحكومة ، فهل هذا يخدم الشعب وتأتي بمخارج للأزمة؟
أهاجم السلطة لأنها لم تبق لنا حلم إلا وأعدمته .. خرابها يزداد كل يوم ويلحق بالشعب والوطن كوارث ووبال.. نصوص الدستور تنتعل .. الثروة تنهب .. الإنفصال تمارسه السلطة كل يوم باسم الوحدة .. الفساد يستحوذ على كل شيء في اليمن ولم يترك مكانا نقيا إلا ويغزوه.. الحقوق والحريات تهدر وتستباح بصلف ويرتكب بحقها مجازر ومذابح .. الفقر يزداد ويتسع .. المدنية تتراجع وتنحسرعلى نحو مريع.. دماؤنا تٌسترخص والقتل ينتشر والمواطنة غير المتساوية تزداد هوة وابتعاد .. حروب ضروسة ومحارق تلتهم كل جميل ومآسيها تزداد وتنتشر .. أما القضاء فحدث ولا حرج ..
مهاجمتي للسلطة احتجاج ضمير وصرخة وجع ولستُ بمكان قرار يجعل بامكاني أن أصلح وضعا أتسع فيه الرقع على الراقع ولا يصلح العطار ما أفسده الدهر.. المخرج من الأزمة هو تغيير هذه السلطة التي تسير بنا إلى عهد أكثر ظلام واستبداد ودم..
* الحكومة قالت بأن تأجيل الانتخابات النيابية كانت غلطة في تاريخها .. انتم كمعارضة كيف تقرؤونها؟ ثم ما هو موقفكم مما يحدث في الجنوب ولا سيما أن الحكومة ترى ما يحدث مجرد زوبعات؟
كنت اتمنى أن لا يأتي موعد الاستحقاق الانتخابي إلا وقد قلبت المعارضة الطاولة على الحاكم ولكن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" .. وتظل الغلطة هي الاشتراك في انتخابات يستخدم فيها طرف كل مقدرات الشعب لصالحة .. الغلطة هي الاشتراك في انتخابات تزيف الوعي وتضيق الحريات وتكرس مزيدا من الهيمنة والاستبداد .. الانتخابات لن تأتي بثمارها المرجوة في ظل وضع كهذا وأزمات تدق المفاصل وتهرس العظام.. يجب تغيير واقع الحال أولا .. الانتخابات لن تتم في ظل وضع يتجاهل ما يحدث في الجنوب .. الجنوب رقم صعب لا يمكن تجاوزه لا من قبل السلطة ولا من قبل المعارضة .. الجنوب سيفرض أجندته اليوم أو غدا رغما عن ذاك الذي لا يقر ولا يعترف أن في الجنوب حراك أو ثورة .. لن تتقدم السلطة أو المعارضة خطوة تستحق الذكر إن لم يعط الجنوب استحقاقاته الملحة .. في الجنوب تكون فيه وعي جمعي لن يقبل اختزاله من قبل طرف أو أطراف أخرى تصادر حقه واستحقاقته.. إن أقدمت السلطة على خطوة من هذا القبيل أو على انتخابات بقصد إلغاء الآخرين اظنها ستعجل في الأحداث وتسرع من نهايتها أيضا ..
* إلى أين وصلت قضية أبناء القبيطة ؟
لنا أكثر من خمسة أشهر لم نستطع الحصول على مكالمات الجاني ليلة الحادثة .. هل فهمت ماذا أعني؟
* ماذا تعني؟
أعني لا يريدوننا أن نعرف أشياء كثيرة ..
* مثل ماذا؟
الجهة التي تقف وراء ارتكاب الجريمة .. الشركاء في الجريمة .. التخطيط للجريمة ورعاتها .. وأشياء أخرى كثيرة..
* ما هي وجهة نظرك في قضية مقتل أبناء القبيطة في حبيل جبر؟
إذا كانت السلطة قد فشلت من تحقيق ما كانت تأمله وترجوه من فتنة واقتتال بين أبناء القبيطة وردفان فإنها لم تفشل بعد من الاستفادة والاستثمار لهذه القضية .. فكل يوم تزدد قناعتي أن السلطة لا تحجم فقط في القبض على القتلة بل تعمل للحيلولة دون القبض عليهم وتدعمهم لتقوي شوكتهم لتستخدمهم في المستقبل ضد الحراك الحقيقي، وبنفس الوقت فأنها تعمل بحرص مستمر على عدم القبض عليهم لأن القتلة يوفرون لها الغطاء الإعلامي والسياسي المرجو لتشويه صورة الحراك والإضرار بسمعته، وكذا تقديم الذريعة القانونية لها لقمع الحراك بعمل عسكري مسلح كبير إذا ما قررت ذلك في المستقبل، لأنها ستزعم حينها إنها تريد إعمال القانون والصلاحيات للقبض على المجرمين والقتلة وقطاع الطرق فيما تكون نيتها الحقيقية وعملها على الأرض يستهدف في المقام الأول الحراك السلمي وقادته..
* قلت أن السلطة تعمل على دعم وتقوية شوكة القتلة .. هل توضح لنا ما تقصده؟
ألم تكن السلطة هي من صالحت القاتل على سيف العبدلي بمبلغ خمسمائة ألف ريال ليطلق سيارة الإسعاف التي اختطفها.. ألم تصرف كل حقوقه المالية السابقة دفعة واحدة بعد هذه العملية بل هناك معلومات باستلامه مليونين ريال قبل تنفيذ جريمة قتل أبناء القبيطة .. ألم تطلق السلطة يده في التقطع ليستلم في الشهر الماضي مبلغ اثنين مليون ونصف المليون ريال من رجل الأعمال فتحي توفيق عبد الرحيم ليحرر قاطرته التي أختطفها القاتل وعصابته.. إقامة القاتل العزائم والولائم على إثر هذه العملية واستلام ذلك المبلغ الكبير ألم يقوي شوكته ويزيد عدد أنصاره .. وما خفي كان أعظم وفي الجعبة لا زال الكثير ..
* بعد مقتل الثلاثة من أبناء القبيطة قتل الأمن وكيل أولياء دم الشهداء الثلاثة ثم لحقهم قباطي خامس في طور الباحة . هل أعتمدت السلطة رواتب لهؤلاء الشهداء الخمسة أو تم منح عوائلهم أي تعويضات؟
لم تعتمد لهم أي رواتب أو تعويضات حتى الآن .. يبدو أن السلطة تريد إرغامهم لأن تستخدمهم لتفيذ أجندة خاصة بها .. في لحج السلطة تعوض المتضررين الذين أُحرقت محلاتهم فيما أبناء القبيطة الذين فقدوا حياتهم ومحلاتهم ومصادر رزقهم لا تلتفت السلطة لهم إمعانا منها بمعاقبتهم .. بل وكان بعض أولياء الدم ووكلائهم في فترة من الفترات مهددين بالاعتقال أيضا من قبل الأمن.. والمفارقة الأسوأ أن الشهيد عثمان القباطي الوكيل السابق لأولياء الدم والذي كان يعمل في فرع وزارة الأوقاف في تعز والذي قتله رجال الأمن رواتبه موقوفة في التأمينات بعد أن خفضوا راتبه الثلث لأنه لا يملك شهادة أنه قتل من أجل الوحدة .. ووكيل أولياء دمه أيضا رواتبه لا زالت موقوفة منذ تسعة أشهر فيما جميع القتلة لم يتم القبض علي واحد منهم ولم يتم توقيف راتب أي شخص فيهم ، والأكثر سوء إن قاتل أبناء القبيطة في حبيل جبر علي سيف العبدلي ـ وبحسب علمي ـ لم يتم توقيف رواتبه بل وتم زيادة علاواته ومستحقاته .. أما الشهيد القباطي الخامس فلاح قايد يوسف والذي قتله رجال الأمن في طور الباحة مر أكثر من شهر على مقتله ولم يفتح في قضيته حتى محضر تحقيق أو معاينة أو الاستماع لشهادة واحدة بشأن مقتله.. إنها جريمة مستمرة تقترفها السلطة ضد الشهداء وعائلاتهم.. ولازالت جثامين جميع الشهداء في ثلاجات المستشفيات تبحث عن عدالة مصادرة أو مهدرة .. تعري السلطة وتكشف قُبحها وتبصق في وجهها ووجه القتلة في السلطة..
* هل ما زالت قضايا الحراك مطلبية كما كان عند انطلاقه؟
بالتأكيد لا .. فالمطالب اليوم مرتفعة حدودها السماء .. ولا أظن إنها سينخفض هذا السقف إلا في حالتين : الأولى هي أن يشهد الشمال تضامن قوي مع الحراك ووجود حراك شعبي في الشمال يوازي أو ينهض إلى مستوى الحراك الذي يشهده الجنوب .. والثاني : أن تشهد السلطة تغيير جذري لها أو لطبيعتها وبنيتها وتغيير كبير في القائمين عليها ..
* ما موقفكم ما يحدث اليوم من أعمال عنف وتقطع في الجنوب؟
أظن أن للسلطة ضلع فيما يحدث بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فهي تشجع على هذه الأعمال في الجنوب لتسويد صفحة الحراك، والثاني ليتسنى لها قمع الحراك تحت مبرر ملاحقة القتلة وقطاع الطرق ..
في الأسبوع المنصرم القى الأمن القبض على سبعة عناصر من المختطفين وقطاع الطرق في الحبيلين فلماذا لم تقدمهم السلطة للعدالة .. هل تعرف ماذا حدث ؟ تم إطلاق سراحهم بتوجيهات عليا تحت مبرر أن المجني عليهم تنازلوا .. أليس جريمة الاختطاف والتقطع جرائم جسيمة بل وحرابة .. فلماذا تفرج عنهم السلطة ولا تحاكمهم وفقا للقانون والدستور ؟!! كل الوقائع اليومية التي تحدث تزيدنا يقينا أن ما يحدث في الجنوب لأجهزة السلطة دخل فيها بهذه الدرجة أو تلك..
* أين نجح الحراك وأين أخفق برأيك وهل سيستمر؟
الحراك فعل شعبي جديد ليس على اليمن بل وعلى المنطقة العربية وهذه ميزة بالتفرد أعطت له كثير من الوهج والألق .. الحراك حركة احتجاج واسعة رفضت الحلول المفروضة وقاومت سياسة القمع وكسر الذراع .. الحراك هو مقاومة شعبية فاعلة للظلم ونهب الثروة وسلب الحقوق والإستقواء على الحق وفرض الأمر الواقع .. الحرك يتعلم كل يوم وينضج ويرتقي فعله وخطابه فيما السلطة تخسر أمام الحراك كل يوم.. أما وجه الإخفاق والخطر على الحراك فهو إختراقات السلطة والأمن لبعض أطره ومكوناته وعدم وحدة قياداته على النحو الذي يجب، وعدم القيام بتوعية كافية وتصدي حازم لخطر سياسة الكراهية العالقة بذهنية ووعي بعض أفراده أو قياداته أو مكوناته.. في المحصلة اعتقد إن الحراك سيستمر ويكبر ولا مناص ولا مفر من حصوله على استحقاقاته واستحقاق تضحياته..
* هل تؤيد الحركة الجماهيرية التي أسسها النائب سلطان السامعي؟
نعم أؤيدها ولكن يبدو أن المعوقات التي تعترضها وتريد كسرها لا تأتي فقط من السلطة ولكن تأتي أيضا من بعض قيادات وأحزاب المشترك.
* هل لك كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة الأمناء التي تشق طريقها بألق وسرعة رغم حداثة عهدها وكثرة المعوقات والصعوبات التي تعترضها وتعترض الصحافة الحرة في مشهد يومي تضيّق فيه دائرة الحقوق وتصادر الحريات ويقمع فيها الصوت الحر.. أتمنى لها الاستمرار ومزيدا من العطاء والصمود والحرية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق