الخميس، 10 مايو 2012

:: الفساد يتوشح قناعاً إسلامياً


فضيحة مصادرة المال العام لصالح جامعة الإيمان

يمنات - خاص ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 9 مايو 2012
هل قامت الثورة من أجل تحقيق تداول سلمي للسلطة أم تداول سلمي للفساد.

ما فائدة الشعب إذا كان سينتزع أمواله من فاسد ليعطيها إلى من هو أفسد منه.. ما قيمة تضحيات الثورة العظيمة التي قدمها شباب الثورة.. وما ثمن الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت قرباناً في مضمار التغيير إذا كان هذا التغيير سيتجه إلى الأسوأ وليس الأفضل
ليزداد العبث بالمال العام والنهب المجنون للثروات والممتلكات العامة، وإدارة المال العام بالمحسوبيات والولاءات الحزبية الضيقة والارتباطات الشخصية بالجهات والأشخاص النافذين حتى وإن تغيرت صورهم وأشكالهم.


تكشف الوثيقة التي تم تسريبها من وزارة المالية ونشرت في مواقع إخبارية حول الدعم والمنحة التي أمر وزير المالية بتقديمها لتغطية تكاليف المرحلة الأولى من مشروع جامعة الإيمان بقيمة تزيد عن 199مليون ريال جزءاً من التكلفة الإجمالية لبقية المشروع البالغة 4 مليارات ريال تمول من الخزينة العامة، تكشف أن الفساد يتخذ طابعاً متطرفاً، وأنه سيتسع أكثر في حال ثبوت صدور هذه الوثيقة خلال العهد الجديد بعد ثورة قامت ضد الظلم والفساد والاستبداد.


ألا يوجد في طول البلاد وعرضها مشاريع أكثر أهمية وأولوية من مشروع جامعة الإيمان.. أليست البلاد في أزمة اقتصادية طاحنة.. أليس الشعب يتجرع مرارة المعاناة وكدح المعيشة الصعبة في ظل الفقر والجوع وانعدام فرص العمل.. أليست المشاريع التنموية أهم وأولى بهذا الدعم والتمويل.


ائتلاف شركاء: دعم رسمي للإرهاب بزعامة الإصلاح

عبر ائتلاف مؤسسات المجتمع المدني (شركاء) عن صدمته وذهوله من التوجيهات الرسمية التي صدرت لدعم وتمويل الإرهاب- حسب بيان صادر عن الائتلاف.


وأكد الائتلاف أن هذا الدعم الرسمي السخي يأتي في وقت تعلم الحكومة ووزير ماليتها أنه سيذهب إلى مصلحة رئيس جامعة اسمه مدرج في قائمة لجنة العقوبات الدولية بقرار مجلس الأمن الدولي، القائمة الخاصة بالإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي، والمطلوب دولياً للمحاكمة بتهم تتعلق بتورطه بجرائم إرهابية.


وأشار البيان إلى أن صدور هذه الوثيقة الرسمية الخطيرة - لو صحت- تعني حسب بيان ائتلاف شركاء. ثبوت شراكة حكومة باسندوة في دعم وتمويل الإرهاب من خلال دعم أنشطة جامعة خاصة متهمة باحتضان الإرهاب وتفريخ الإرهابيين.


وأوضح البيان أن الوثيقة تكشف تورط حزب الاخوان الحاضن الحقيقي للإرهاب.. وأنها تأتي في وقت يعاني الاقتصاد أزمة وعجز وتردي مستوى معيشة المواطنين، وبعد رفض وزير المالية صرف مرتبات عمال النظافة وشهداء وجرحى الثورة بدعوى عدم وجود مخصصات.. مما يثير تساؤلات كثيرة التمويل الممنوح للجامعة.


النهب يتكرر بصورة مختلفة

تكشف الوثيقة التي تناقلتها وسائل الإعلام الالكترونية حول المنحة المقدمة لجامعة الإيمان بنحو 200مليون ريال كمرحلة أولى.. ان الفساد يتكرر بصورة مختلفة، وان الثورة الشبابية السلمية ما زالت بعيدة عن حقيق أهدافها في القضاء على الفساد والاستبداد والنفوذ غير الشرعي وتذكرنا الوثيقة الحالية بوثيقة أخرى سربت عقب الانتخابات الرئاسية في 2006 حيث استقطع حزب المؤتمر نحو ثلاثة مليارات ونصف من حساب ترميم الجامع الكبير بصنعاء لتمويل حملة الرئيس السابق الانتخابية فضلاً عن تحويل 200 مليون إلى حساب مجهول.


ان هذا التكرار الفاضح للفساد بأشكاله المختلفة يكشف ان طريقاً طويلاً ما زال أمامنا حتى تتحقق أهداف الثورة ببناء وطن جديد بعيداً عن الفساد والظلم والطغيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق