الخميس، 10 مايو 2012

:: مدير مكتب الأوقاف بالأمانة: إذا تكررت الاعتداءات وتم رفض الخطيب الأزهري سنغلق الجامع


بعد معركة داحس والغبراء في جامع القبة الخضراء.. هل العلمانية هي الحل؟

يمنات - خاص                        9 مايو 2012
الشرفي: الإصلاحيون رفضوا خطيب الأوقاف وعساكر الفرقة اعتقلوا أنصاري وزجوا بهم في السجن!

الجومري: خطب الشرفي مذهبية ومكتب الأوقاف «تافه» ومتواطئ هو و «قسم الشرطة»!

كتب: عادل السياغي - ‏



على أطراف النزاع سياسياً كان أم مذهبياً تذكر حرب لبنان في سبعينيات القرن الماضي وكم كان عدد الضحايا؟ وماذا خلفت وراءها؟


لماذا يعتدى على حرمات بيوت الله وما الدافع وراء مثل تلك الأفعال وأياً كانت الأسباب.. لماذا تتهاون الدولة في حسم مثل هذه التصرفات؟؟!


ولكن أين هي الدولة وهيبتها في اليمن «السعيد»!!

وللإجابة على كل هذه التساؤلات بحثنا في أسباب النزاع ونتابع التحقيق التالي حول أحداث مسجد القبة الخضراء- مسجد الأنصار-

علي الشرفي

سعيت منذ الثمانينيات وراء الحكومة لاستقطاع قطعة أرض كانت تابعة للأرض المخصصة لقاعة المؤتمرات الدولية واستطعت بموجب أمر رئاسي الحصول على الأرض فقمت وبمساعدة أهل الخير بتسوير وبناء الجامع.


ويتابع الشرفي القول: وكان هؤلاء الصغار والذين ترعرعوا في كنف وجنبات الجامع لا يزالون صغاراً يتحفظون القرآن، فلما كبروا شيئاً فشيئاً، كبرت معهم مقاعدهم فبدت أول مشكلة معهم بأنهم كانوا يلعبون في المسجد كرة القدم ويتشاجرون ويتجمعون فيه تسبب ذلك في إصدارهم لأصوات مزعجة.


وعندما نهيتهم ولم يستمعوا لي ذهبت لفضيلة العلامة العمراني حيث أفتى بعدم جواز لعب كرة القدم في المساجد!


ويردف الشرفي قائلاً: إن هؤلاء المحسوبين على الإصلاح ومنذ العام 2006م بدأت حركتهم بافتعال الأزمات والمشاكل داخل المسجد حتى انهم طالبوا أن يكون لهم جمعة يخطب فيها أحدهم ويدعى ردمان الجومري. فقبلت ذلك وأبلغنا الأوقاف بهذا.


وجرت الأمور طبيعية إلى ما قبل شهر ونصف تقريباً وإذا بهم في إحدى الجمع والتي كانت لي وخطبت فيها عن «السعادة» وكيف هي السعادة وإذا بجماعة الإصلاح» ينهضون بعد الصلاة مطالبين برحيل الإمام وضرورة تغييره اختلاقاً لمشكلة قاموا على إثرها بالاعتداء عليّ وعلى أبنائي في مساء يوم الأحد وكان عددهم 300 أو أكثر وأنا ومحمد وإبراهيم أبنائي فقط.


ومن ثم استطعت العودة إلى منزلي أنا وأبنائي وفوجئت باستعداء لي من قسم شرطة المعلمي وحضر ليأخذني إلى القسم 6 عساكر بعد المغرب (القانون لا يسمح باستدعاء أحد في هذا الوقت) فذهبت معهم ومعي أبنائي وإذا بهم يحققون معنا ويحتجزون أبنائي يوماً وليلة بذريعة التحفظ علينا من أي خطر قد يلحق بنا جراء الفتنة ولم يفرجوا عن أبنائي إلا بضمانة «عاقل الحارة» وضمانة تجارية أخرى!!

أرادوا عمل انتخابات فرتبوا كل شيء!

قاموا باستدعاء كافة وسائلهم وجهزوا أجهزتهم ونحن نعتقد من بعيد أن هناك خطباً ما يحدث في المسجد وعند اقترابنا وجدناهم في حلقة متسعة ويستعدون لإجراء انتخابات فتحدث ردمان الجومري وقال بأننا نجهز لإجراء انتخابات للمسجد لأنك لا تصلح وقد قمت «بدعس المصاحف» عمداً فصحت فيهم: «أن لا تكذبوا على الله» ورددتها مراراً فسكتوا وتحدثوا كثيراً حتى قال ردمان الإصلاحي- انتخبوا لكم واحد غيري أنا لا أريد إمامة المسجد! فقالوا نريد زكريا الدبعي! وهو أحدهم (أي أحد الاصلاحيين) واختاره من هم محسوبون عليهم.


 إمام أزهري!!

بعدما حدث من أحداث أبلغونا في وزارة الأوقاف بأنهم سيحضرون إماماً يؤم المصلين مصري الجنسية من الأزهر الشريف سيكون الخطيب والقيم على الجامع ولا شأن لكم لا أنت يا علي الشرفي ولا ردمان الجومري الاصلاحي.. فقلت لهم إنها جمعتي ولا بد من أن أقوم أنا بالخطابة فيها، ورفضت الوزارة وقالت درءاً للفتنة ومن سيخالف سيتحمل العواقب. فقبلت على الفور بأن يكون الأخ الإمام المصري من يؤم الناس وأحضروه يوم الجمعة الموافق 20/4/2012م إلا ان الاصلاحيين رفضوا وقاموا برفع زكريا الدبعي بدلاً عن الإمام الأزهري الذي جاءت به الوزارة فإذا بأنصاري يشتبكون مع أنصار الإصلاح بالأيدي فتدخل على الفور جنود الحماية الأمنية المنتشرة خارج المسجد وقاموا بإطلاق الرصاص الحي داخل الجامع وبمعيتهم جنود من الفرقة الأولى مدرع وأيضاً حضرت قوة عسكرية أخرى من الفرقة الأولى مدرع وقامت باعتقال أنصاري والزج بهم في سجن القسم القريب من مكان الحدث.


دور الفرقة

يضيف علي الشرفي ان للفرقة دوراً أساسياً في تأجيج الصراع ودعم الإصلاحيين للسيطرة، حيث أنهم- والكلام للشرفي- (أي الفرقة) في كل مرة تتحرش بنا جماعة الإصلاح يتدخل جنود الفرقة ويرغموننا على الخروج من الجامع والإبقاء على الإصلاحيين بداخله.


المطلوب الآتي:

الشرفي يصر على أن يعود الحال كما كان في السابق، بمعنى أن يكون هناك لكل منهما -للشرفي وللإصلاحي ردمان- خطبة خاصة يختطب فيها أو يرشحوا عنهم من يريدون بالنسبة للإصلاح! أو تقوم وزارة الأوقاف بعملها بتوفير خطيب أزهري!!


ردمان الجومري

أساس المشكلة هي انتقادات بعض المصلين لنوعية خطابة الأخ علي الشرفي بأنها مذهبية. فقام البعض بعد الصلاة مباشرة وبشكل خاطئ وطرح طرحاً سيئاً ولم أكن أنا موجود فقمت في اليوم التالي بتوبيخ الشباب وقلت لهم لا يجب أن يكون الطرح بهذا السوء وأنه كان عليهم أن ينفردوا به وإخباره أن طرحه بهذه المذهبية لا يجب، والبعض قد يئس من الحديث معه حيث وسبق حديثنا له على انفراد ولم يسمع لنا وحتى ان خطابه أيضاً لم يعد مناسباً للناس سواء كان من جهة الشرفي أو غيره فقمت بالاحتجاج مع (وجهاء المسجد) وعرضت عليهم الطرح وانه لا مشكلة لديّ فيما إذا تم الاتيان بخطيب آخر فاجتمعوا في حدود 8 أشخاص في منزل الوالد أحمد المطري، وقالوا إن الإشكالية هي في وجود خطيبين في مسجد واحد ورأوا أنه لابد أن يوحد الخطاب! وأن يكون بشكل مرتب ومسلسل فقلت لهم من جهتي أنا مستعد لترك الخطابة وطلبت منهم الذهاب للأخ علي الشرفي فذهبوا إليه وقال لهم لا لن أترك الخطابة وهي حقي ومتمسك بها على الرغم من أنه ليس رسمياً لدى الأوقاف. وأن للمسجد وكيلاً ويدعى (الحسني) وقد عمل لي توكيلاً بإدارة شؤون المسجد وما كانت خطابة الأخ علي الشرفي إلا من قبيل المعاونة بإلحاحه هو ليس إلا!!


حدث هذا قبل قرابة الشهر ونصف الشهر. فعندما أحس بأنه سيزاح لا محالة ذهب إلى أهالي الحي وأحرجهم بالقول: إنهم هم يريدون إبعادي عن الخطابة.. فحصل على توقيعات لبعض من الأهالي من المؤتمريين وغيرهم مصوراً لهم بأن الأمر حزبي ومذهبي وهم فهموا خطأ ووقعوا له. فذهب إلى الأوقاف وتحدث إليهم وذهبت لهم وشرحت الأمر فقاموا بإصدار تعميم بمنع الخطابة، وتكليفي أنا فقط بالخطابة فعدت إلى مدير القسم وعرضت عليه التعميم وطلبت منه إخراج الكشف الموجود لدى القسم والمدون به أسماء خطباء المساجد وتنفيذه فأخرج الكشف ووجد أنه فعلاً اسمي موجود فطلبت منه تنفيذ ما لديه. فقال المدير بأنه سيطلب الشرفي ويتفاهم معه، فطلبه ولم يتوصلوا إلى حل.. ومع قرب يوم الجمعة وإدراكي باحتمالية وقوع مشكلة ذهبت إلى المنطقة الأمنية التي كانت متواجدة هنا قبل رفع متارس الفرقة واستبدالهم بالحماية الأمنية وشرحت لهم تماماً ما ذكرته في القسم فقالوا بأنهم سيطلبون علي الشرفي ويتفاهمون معه.


فذهبنا الخميس إليهم وقالوا إما تتفقوا لأن الشرفي كان رافضاً التخلي عن الخطابة وإما هو يخطب أو يأتي بأزهري عبر الأوقاف.. فقالوا لنا في المنطقة الأمنية التابعة للفرقة توقفوا ونأتي بواحد من لدينا يخطب في الناس. فحاول التدخل مسؤول المنطقة من مندوبي الأمن السياسي ويدعى مجاهد الرباحي واتفق مع الشرفي على إجراء انتخابات بموجبها يتم تحديد إمام وخطيب للمسجد!! فالتزم ووقع على ذلك إلا أنه؛ أي «الشرفي» ذهب إلى الأوقاف من خلف الاتفاق على إجراء انتخابات وأصدروا له ورقة تدل على تفاهة مكتب الأوقاف بأمانة العاصمة، الورقة الموقعة من قايد محمد قايد وشخص آخر يدعى (الصاحب) مذكور فيها بأن علي الشرفي معين كأحد الخطباء في المسجد. وموقع عليها شخص واحد باسمين! وهذا المدعو (الصاحب) هو من جماعته جماعة الشرفي المنتمي لـ(الحوثي).


وفي جمعة 20/4/2012م حدث أن جاءت مجموعة من جماعة الحوثي من أنصار علي الشرفي ويقدر عددهم ما بين 130 إلى 150 رجلاً ليسوا من أهالي الحارة، والعسكر ضبطوا المسألة في المداخل وتم ضبط عدد شخصين كانوا مسلحين بمسدسات فدخلوا يصلون وتجمع الناس بشكل طبيعي إلى المسجد لأداء الصلاة. وعلي الشرفي بالتواطؤ مع الأوقاف أحضر مصرياً وأتى به ليخطب هو أو المصري، فدخل الخطيب المصري يخطب فرآه الناس وقالوا نريد أن يخطب فينا الأخ زكريا الدبعي وهو شخص لا دخل لنا به، فالموجودون قالوا للمصري بأن هذه فتنة وهذه مشكلة ووجودك مشكلة وقد اخترنا الأخ زكريا ليخطب فينا، فصعد زكريا ليخطب فقام جماعة (الحوثي) وصاحوا كلهم وهم لا أحد فيهم ينتمي للمنطقة السكنية الواقع فيها المسجد، صاحوا نريد المصري تنفيذاً لتوجيهات (السيد علي الشرفي) فنشب بينهم الصراع والاشتباك وقامت الحماية الأمنية بإطلاق النار في الهواء من صرح المسجد.


مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في أمانة العاصمة

كان في البداية قد تم الاتفاق على أن يخطب طرفا النزاع على أساس كل جمعة واحد منهم.. وبقوا فترة على هذا الاتفاق ثم عادوا واختلفوا، فتم تكليف الشيخ جبري وهو مدير عام الوعظ والإرشاد في مكتب الأمانة بمحاولة حل الخلاف بينهم واتفق الطرفان على ذلك فذهبوا إليه إلا أن أحد الأطراف «ردمان» ويمثل الاصلاح أرسل مندوبين عنه فاتفقوا على إعادة تفعيل نظام الجمع، أي لكل طرف حق الخطابة جمعة والطرف الثاني الجمعة التالية وهكذا.


فرأى الشيخ جبري ضرورة حضور «ردمان» بنفسه للتوقيع على هذا الاتفاق فاحتكموا إلى تحديد يوم محدد لإنهاء هذا الموضوع إلا أن ردمان لا حضر ولا حتى اعتذر عن عدم مجيئه.


فحدث بينهم خلاف آخر أدى إلى الاشتباك فرأى مكتب الأوقاف بالأمانة أن يؤم الناس خطيب مكلف من قبل الوزارة وبالفعل تم إرسال خطيب وإمام من الأزهر الشريف مصري الجنسية ليؤم الناس، وحدد ان يؤم الجمعة الموافق 20/4/2012م ذهب الإمام المصري وتفاجأ الجميع أن التزم الشرفي ولم يصعد بينما قام جماعة الإصلاح وعددهم بالعشرات بدفع خطيب جديد يدعى «زكريا الدبعي» ما جعل جماعة الشرفي تقف لمنعه واشتبك الطرفان، فتدخلت قوى الأمن المرابطة خارج المسجد ودخلت إلى صرح المسجد وقامت بإطلاق النار في الهواء لتفريق الناس كما وردنا.


وهذا يدل على أن هناك طرفاً من الأطراف رافض وجود الأزهري المكلف من مكتب الأوقاف لخطبة الجمعة! وهذا الطرف هم الإصلاحيون.. وكنا قد أرسلنا مذكرة أخرى إلى مدير أمن الأمانة لحماية الإمام الأزهري والذي سيخطب الجمعة القادمة وأنه إذا تكرر مثل هذا الاعتداء سنغلق المسجد حقناً للدماء ودرءاً للفتنة!


الشاهد سليمان صالح  يروي في شهادته:
نحن مؤيدون للطرفين ونريد الصلح بينهما ونحن كنا على اتفاق بأن لا يخطب يوم الجمعة الموافق 20/4/2012م لا علي الشرفي ولا ردمان الجومري بحسب الاتفاق الذي اتفق عليه ووافق الجميع عليه بأن تحضر وزارة الأوقاف ممثلة بمكتبها في الأمانة أن يحضر إمام وخطيب الجمعة من قبلهم وهو شيخ مصري الجنسية من الأزهر الشريف.


فجاءت الجمعة وذهبت إلى الجامع مبكراً بعض الشيء وإذا بعناصر إصلاحيين متجمعين وجاهزين وكأن ثمة أمراً ما سيحدث.


فأبدينا استغرابنا لحديثهم وقولهم بأن الحوثيين سيأتون فقاموا بنشر عناصرهم في جميع مداخل المسجد وقاموا بتفتيش المواطنين قبل دخولهم إلى المسجد ومن كان محسوباً على الحوثي يقومون بمنعه من الدخول.. وكانوا قد منعوا دخول علي الشرفي أيضاً.. ولكنهم سمحوا بدخول أولاده فجلست معهم في آخر صفوف المسجد حتى وصل الإمام والخطيب المكلف من مكتب الأوقاف (الشيخ المصري الأزهري).


ويقول سليمان ما أثارني هو الحضور الكثيف لجماعة الإصلاح والذي وكما سمعت انه عمل تنظيمي ألزمهم لحضور إلى المسجد كي يكونوا جاهزين في حال وقوع أي مهاترات أو اشتباك بين أي عنصر تابع لعناصر الإصلاح وأي من الطرف الآخر.


وبالمناسبة كان قد هددني مؤذن المسجد ويدعى بشار عبده الدبعي بالقتل الجمعة التي سبقت جمعة الخطيب المصري!


يروي الشاهد انه اتفق وأولاد الشرفي بأنه إذا لم يخطب الإمام المصري خطبة الجمعة فإننا لن نصلي جمعة بل سنصلي ظهراً ونذهب في حال سبيلنا.


يضيف سليمان، وبعد أن أذن المؤذن واستعد الإمام للطلوع إلى المنبر إذا بجماعة الإصلاح يتشكلون على شكل نصف دائرة في الجانبين حول طريق الصعود إلى المنبر وقاموا بإصعاد خطيب منهم يدعى زكريا الدبعي ولا ندري كيف أبعدوا بالإمام المصري إلى مؤخرة المسجد ولم يكن هناك أحد من جماعة الشرفي أو أنصاره في مقدمة المسجد.. وبعدما أقدم الإصلاحيون على ما فعلوه بطلوع صاحبهم إلى المنبر قام أنصار الشرفي وقالوا أين المصري، فاقترب منهم أنصار الإصلاح واشتبكوا بالأيدي واعتدوا على أولاد الشرفي وكلا الطرفين قام بإخراج (جنبيته) وقد نصبوا كاميرات تصوير في كل ارجاء المسجد (جماعة الإصلاح) وأنا استطعت تصوير بعض الأشياء رغم سحبهم جوالي وهو ما يثبت نواياهم بالاستعداد والتجهيز لكل شيء من قبل.


وإطلاق النار قام به افراد الحماية الأمنية المنتشرون في المنطقة والذين أتخذوا من المسجد نفسه مقراً لهم ينامون فيه وكان الإطلاق كله في الهواء ولم يصب أحد بأذى.


وعن طلبات أهالي الحي يقول سليمان: لا نريد فتنة في المساجد فإما أن يحضر الإمام المصري وإن لم يقبل به أحد فليغلق المسجد!!


محمد الذاري- شاهد

اكتفى بما قاله الشاهد سليمان واضاف لا نريد حزبية ومذهبية في بيوت الله.


الدكتور علي الطارق- أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء كلية الآداب

إن تأكيد الهوية وتغيير الاتجاهات يتم هذه الأيام عن طريق محاولة كل منهم القول: أنا موجود بفكري واتجاهاتي...الخ. فهذه الأيام تحديداً هي حرب اتجاهات وحرب هوية.. بمعنى الآن والواقع موجودان فكل منهما يقول أنا هنا.

وبالمناسبة فيما يتعلق بالمساجد فهي ليست منتديات لنخبة معينة أو مؤتمرات، هي مساجد يحشد فيه الناس ومنهم «الدهماء» أي عوام الناس والعمال والفلاحين، وخطبة الجمعة يقوم بها الشخص المتميز بالطلاقة وقدرة الأسلوب والألفاظ الجميلة وما فيها من ترهيب وترغيب والتي لها تأثير في كثير من عقول الناس، فالمساجد وما يحدث فيها من خطب ليس بالأمر السهل لأنه يحدث عند الناس تغييراً في الاتجاهات.

فالمساجد يحضرها الآلاف بينما الندوات قد يحضرها المئات!

وما يحدث الآن بين الإصلاح والحوثيين هو حرب «الأنا» المعنى لا زلت أنا الموجود، أنا الصحيح بفكري والاتجاهات.

خطب الجمع والتي يتداولها أطراف النزاع الآن هي عبارة عن عملية إحلال فكر مكان آخر في الجمعة التابعة لها.


وتظل الاتجاهات هي الأخطر لأن ذلك سيؤدي إلى فكرتين متعارضتين ومما يؤدي إلى التنافر المعرفي إقدام- إحجام فهذا يقول حلال حلال حلال وذاك يقول حرام حرام حرام فتضطرب النفس ولا ندري من نتبع ومن نصدق، وبالتالي الدهماء كيف يستطيعون التمييز؟
لأنهم سيدخلون في صراع والصراع يؤدي إلى الاضطراب النفسي!


احجام اقدام احجام- احجام اقدام- احجام إقدام  إحجام  إحجام سأتبعه لأنه حوثي والآخر يقول أعجبتني أفكاره لأنه إصلاحي دون أدنى معايير الفهم أو المعرفة وهذه كارثة.


كذلك توجد عند المثقفين ظاهرة «الأنوميا» وهي تحدث الاضطرابات عند المثقفين بسبب خلل المعايير وهو الشيء المسمى (وجود الشخص غير المناسب في المكان غير الصحيح) وما يحدث الآن من تنوع في الجمع واحدة للإ خوان وأخرى للحوثي فيه خطورة على انقسام المجتمع.



نظرية هوبز .. حرب الكل ضد الكل

وما هو حاصل الآن هو اختلاط الدين والسياسة، فربما تكون جانباً من التنفيس عن النفس ولكن إلى متى والدولة المدنية الحديثة تقام على أسس معروفة.. دولة نظام- قانون- مساواة- ديمقراطية وفصل الدين عن السياسة.


والحل الوحيد هو في الدولة العلمانية.


في نهاية التحقيق أرى ما يلي:


جمعة وراء جمعة وعيد وراء عيد، كان يؤم المصلين الشرفي وردمان فما الذي جعلهما يختلفان؟


بشهادة الشهود أجد أن الأمر دخل فيه الجانب الحزبي ومحاولة السيطرة من طرفي الصراع على المسجد.


فعلي الشرفي يبدي استعداده لترك الخطابة مقابل خطابة الشيخ الأزهري المصري بينما ردمان الجومري يقول لماذا كلما أراد أحد شيئاً نفذ له؟ ويقول بهكذا أوامر سيجعلون كل فرد يذهب إلى جامع آخر ويقول إما أخطب أنا أو خطيب أزهري مصري.


مدير عام مكتب الأوقاف- الواضح انه لا يريد أن يكون طرفاً في الصراع- أراد حلاً جذرياً للمشكلة فإما أن يقبلوا بخطيب أزهري أو إغلاق المسجد!!


والدكتور علي الطارق في طرحه عن حرب الكل ضد الكل كان محقاً.. فالجميع لا يأبه لأمن واستقرار الوطن والحفاظ على وحدة الصف وحب الأنا التي بالفعل هي سيدة الموقف لكلا الطرفين.


رسالتي إلى الاصلاحيين.. لماذا؟


اعتدى متشددون منكم على الشيخ العلامة عبدالرحمن عبدالله مكرم إمام وخطيب الجامع الكبير في الحديدة؟


لماذا قتل عثرب الرجل الذي قام ببناء جامع عثرب منذ سنين؟


ويبدو أن اليمن بحاجة لهيكلة كل شيء ابتداءً من الجيش وحتى هيكلة الأسرة اليمنية ولربما تطلب الأمر مبادرة خليجية ثانية لحل الخلافات الناجمة عن عدم اتفاق أبناء اليمن على إمامة المساجد والصلاة، ولربما تنتهي كل هذه النزاعات بعد اكتمال هيكلة البرع والمزمار!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق